البيدوفيليا : خطر يلقي بظلاله على معالم الطفولة البريئة

 

البيدوفيليا أو الغلمانية، آفة مجتمعية خطيرة تتربص بالأطفال الأبرياء، كما تعد خرقا صريحا لمعالم الطفولة الطاهرة، يراد بها على أنها اضطراب نفسي و جنسي يتسم بالانجذاب و الميول الجنسي نحو الأطفال الذين لم يصلوا بعد نحو سن البلوغ، حسب العديد من العلماء فإن أنواع البيدوفيليا تنقسم إلى عدة أصناف، إذ هناك أشخاص تنجذب جنسيا فقط نحو الأطفال تاركين الأمر في مخيلتهم دون الكشف عنه، و من جهة أخرى نجد أشخاص يقومون بالتحرش بالأطفال عن طريق إثارتهم جنسيا سواء بالكلام أو بلمس بعض الأماكن في أجسادهم، بالإضافة إلى نوع ثالث يقوم بالاعتداء الجنسي على الأطفال سواء باغتصابهم أو بالقيام بعلاقة جنسية كاملة معهم، أما من الناحية النفسية فتعتبر هذه الظاهرة اضطرابا جنسيا و نفسيا ينتج عن اضطرابات و صدمات نفسية يكون قد تعرض لها الشخص البيدوفيلي خاصة في مرحلة طفولته..

كما أن البيدوفيليا ليست وليدة اللحظة، بل إن جذورها التاريخية تعود إلى زمن بعيد، حيث وجدت بعض الآثار القديمة تدل على وجود هذا النوع من الممارسات منذ القدم في العديد من الحضارات السابقة مثل الحضارة الفرعونية و الإغريقية و الصينية، و من المعروف أن لكل مشكلة أسبابها الخاصة لكن يصعب إيجاد الدوافع الحقيقية لاغتصاب الأطفال، و مع ذلك فهنالك بعض الدراسات التي فسرت نوعا ما جانب الأسباب، إذ أكدت أبحاث عدة على أن تشابه دماغ البيدوفيلي مع دماغ من يعاني من بعض اضطرابات التحكم في الانفعالات كالوسواس القهري، كما يمكن ان تكون البيدوفيليا نتاج لأمراض نفسية أخرى تؤدي لتشوهات دماغية أو نتيجة لصدمة معينة، و كذلك رجحت بعض التقصيات أن وجود تباينات عصبية أخرى كالتفاوتات على مستوى ناهضات السيروتين قد تكون مبررا وراء تلك الممارسة، أيضا الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة يفسر امتداد الغلمانية و انتشارها بشكل واسع..

من جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية (OMS) على أنه حوالي 40 مليون طفل عبر العالم يعانون من العنف و الاستغلال خاصة في منطقة الأمريكيتين و منطقة البحر الكاريبي و هذا يشمل جميع أنواع العنف، غالبية القصر الذين يعانون من الاعتداء الجنسي تتراوح اعمارهم بين 2 و 7 سنوات، و أكثر المتضررين بشدة هم الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنوات، و نجد 85% من الوفيات ناجمة عن انتهاكات و سوء المعاملة ، أما على المستوى الوطني فهناك العديد من الجرائم الشنيعة التي ارتكبت في حق الأطفال و لعل أبرزها واقعة طفلة تيفلت التي تعرضت لاغتصاب جماعي من طرف ثلاثة أشخاص نتج عنه حمل، زد على ذلك قضية الطفل عدنان بوشوف البالغ من العمر 11 عاما بمدينة طنجة، التي اهتز على وقعها الرأي العام و ندد من خلالها الجميع و نادت عبرها الجمعيات الحقوقية بإخصاء مغتصبي الأطفال و تشديد العقوبات في حقهم لردعهم بصفة نهائية ..
 

مهما اختلفت الظروف، يجمع كل الناس على أن البيدوفيليا هي بمثابة كارثة أخلاقية دنيئة تمس بحرمة الطفل، إنها شبح يلقي بظلاله على معالم الطفولة الخالية من كل أشكال الخبث و الخديعة جاعلا منها بذلك فريسة سهلة لسد حاجيات البيدوفيلي الجنسية، ففي كل مرة تطفو فوق السطح قصص يتخللها الارتياع و الرهاب لقضايا اغتصاب الأطفال و قضم أجسادهم الطاهرة، و أمام فظاعة هذا الجرم المرتكب يظل القانون هو الوسيلة الوحيدة الرادعة لمثل هذه الأفعال المنبوذة لدى جميع المجتمعات رغم اختلاف الزمان و المكان، فمهما عبر المجتمع عن رفضه لمثل هذه الممارسات، فلا بد من تطبيق العدالة في حق كل من سولت له نفسه إيذاء براءة و صفاء الطفولة ..


انشر تعليق

أحدث أقدم