فوكو في مواجهة تشومسكي.. هل هما وجهان لعملة واحدة؟

في هذه المناظرة التي دارت بين كل من " فوكو" و"تشومسكي" سلط المتحاوران بداية النقاش حول الخلفية النظريّة لآراء الفيلسوفَين. فتحدّث تشومسكي عن أفكاره عن القابلية الغريزية للإنسان لتعلُّم اللغة، وكيف يساهم الإنسان في صنع اللغة، وعلاقة هذه الأفكار بمفهومه عن الطبيعة البشرية. وتحدّث فوكو عن الإشكالات التي يراها في أطروحة تشومسكي، ويقارن مفهوم (الحياة) في علم الأحياء بمفهوم (الطبيعة البشرية)، ويطرح مشكلة تاريخ العلم بشكله التقليدي..


لينتقل الحوار تاليا إلى مواضيع محددة كالعصيان المدني، والقانون الدولي، والإمبريالية، والقِيَم التي تحرِّكه في الصراع ضد السلطة. في حين يُبدي فوكو ملاحظاته على القِيَم التي تستنِد على (عدالة مثالية) عند تشومسكي ويقرِّر أن الصراع يجب أن يكون تحت مظلة الحرب لا العدالة، وأن (البروليتاري) يبدأ الحرب لكي يفوز بها وليس لأنها عادلة، النقطة التي يؤكّد تشومسكي اختلافه معه حولها مؤكِّداً قيمة العدالة حتى في ذلك الصراع. كما يؤكِّد فوكو على الانتباه لدور المؤسّسات التي تتظاهر باستقلاليتها عن الدولة في حين أنها صُنِعَت للمحافظة عليها، ويضرب أمثلة على ذلك: المؤسسات التعليمية، مؤسسات الوعظ والرعاية والطب النفسي.

انشر تعليق

أحدث أقدم