أمريكا وإيران مواجهة حقيقية أم فرقعات إعلامية


لاشك أن العداء الظاهر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بادي للعيان منذ نهاية السبعينات، لكن هذا العداء لم يحمل أي مواجهة مسلحة مباشرة  من حينها بين الطرفين ، إذ إن تدبير العداء طغى على إنهائه. وكأنه وضع متواطئ عليه. من جهة، إيران يهمها الإبقاء على عدو خارجي وشماعة تعلق عليه كل سياسات الاحتقان الداخلي التي تعيشه منذ الثورة الإسلامية سنة 1979.


إذ لوكانت إيران قادرة على المواجهة المسلحة وصادق فيها لواجهت الوجود الأمريكي وحليفته إسرائيل في المنطقة، ولم تكتفي فقط بخوص حروب جانبية وبالوكالة بواسطة أتباعها ومواليها في بعض دول وعواصم المنطقة.

لكن وجهة نظر إيران الاستراتيجية لها وجاهتها أيضا، فهي ترى أن أفضل مواجهة هي إزالة أنظمة الطوق العربي  والإسلامي، لا التحالف معها، ومن تم، فإن وجود حكومات موالية لإيران ستسهل أي مواجهة طويلة الأمد من النواحي الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية...

وقد جاءت حادثة اغتيال قاسم سليماني وعلى الأراضي العراقية لتكشف حقيقة العداء والمواجهة بين إيران والولايات المتحدة. فيما إن كانت إيران ورق من نمر يتم تضخيمه عسكريا لإخافة الأطراف الإقليمية المحمية بالمظلة الأمريكية تحت مسمى التحالف الاستراتيجي معها أم هي فعلا قوة إقليمية حقيقية؟، أم أن الأمر لن يعدو مجرد فرقعات إعلامية؟.



من جهة أخرى، ترى امريكا ومنذ سقوط النظام السوفييتي وسياستها الخارجية التي أضحت رهينة التجمع الصناعي العسكري واللوبي الصهيوني، تنهج منطق التخويف ووجود "عدو" حتى وإن لم يكن ندا لها، تبرر تدخلها في المنطقة وتبتز به  دول الجوار بالمظلة العسكرية. وكما قال ترامب : إدفعو لنحميكم وتبقوا بأمان". 


لاحاجة لصناعة عدو جديد، إيران سنسمح لها بلعب هذا الدور، ونعطيها أكبر من حجمها لنبيع لهم-دول الجوار الأقليمي- الأسلحة ونأخد منهم النفط والغاز  مجانا، فنحن، يقول الأمريكوين لن نسمح لايران ولا لغيرها في المنطقة بامتلاك قنبلة نووية أو التحكم في الصناعات العسكرية المتطور التي تتحكم في الفضاء والطيران. كل تفوق عسكري يجب أن يبقى متحكم فيه وتحت السيطرة.

























انشر تعليق

أحدث أقدم